ينظر الكثير من الناس إلى دولة اليابان على أنها مثال يحتذى به من ناحية التطور التكنولوجي والتقدم العلمي في مجالات متعددة من نواحي الحياة، فكثير من الأحيان ما نسمع عن أخبار مذهلة وقد تكون غريبة أيضاً عن اليابانيين وطريقة عيشهم وأجهزتهم وآلاتهم المتقدمة التي نعتبرها إنجازاً هائلاً مقارنة بالدول الأخرى حول العالم. ربما يكون هذا هو السبب الرئيسي لإطلاق مسمى "كوكب اليابان" على هذا البلد المثير للفضول. إلا أنه عادة ومع انتشار الكثير من الأخبار الصحيحة والمدهشة عن اليابان، هناك عدد لا بأس منه من الأخبار الخاطئة والخرافات التي لا تمت للواقع بصلة عن كوكب اليابان والتي يجب أن تعرفها إذا كنت مهتماً فعلاً بمعرفة ما يجري في "أرض الشمس المشرقة".

في هذا المقال نشارك معكم البعض من أشهر الخرافات والمعلومات المغلوطة عن بلد اليابانيين والتي يستغلها البعض لنشر أخبار غير دقيقة ومجرد الحصول على شهرة من ورائها. تابع القراءة لمعرفتها…

خرافات ومعلومات خاطئة عن اليابان

• اليابان ليست متقدمة في التكنولوجيا كما قد يعتقد الكثير

لطالما كانت الشركات اليابانية في طليعة العديد من الابتكارات التكنولوجية. تنحدر شركات مثل Sony و Toyota و Fuji وعدد لا يحصى من الشركات الأخرى من اليابان وكانت في طليعة الابتكارات التقنية لعقود حتى الآن. لذلك من المدهش نوعاً ما أن تعلم إلى أي مدى لا تتمتع الدولة بالدهاء التكنولوجي على المستوى العالمي في الوقت الحالي.

حتى فيما يتعلق بكيفية دفع ثمن الأشياء في اليابان، فإن البلاد بطيئة في تبني التكنولوجيا. لا تزال العملة النقدية هي وسيلة الدفع الأولى بالرغم من انتشار وسائل الدفع الإلكترونية مثل العملات الرقمية والائتمان وغيرها في الدول الأخرى. التجارة الإلكترونية بشكل عام ليست متقدمة في اليابان كما هي في أي مكان آخر. بالنسبة لحجم الدولة واقتصادها، فهي بعيدة بشكل ملحوظ عن الولايات المتحدة والصين على سبيل المثال، فالعديد من المتاجر الإلكترونية في اليابان لا تدعم الشحن إلى الخارج أو حتى وسائل الدفع الإلكترونية.

جزء من هذه الحقيقة يأتي من التقاليد التي تبدو مهمة جداً في اليابان وبالأخص من ناحية الابتكار على مستوى الأعمال التجارية، وعلى المستوى الاجتماعي يلتزم الناس بما يعرفونه مسبقاً ويرفضون التغيير إلى الأفضل. في الواقع، لا يزال العديد من الأشخاص في اليابان يستخدمون الطوابع والأختام والوثائق الرسمية بالحبر بما في ذلك الأوراق القانونية وجداول الأعمال والشيكات المصرفية، لدرجة أن الفاكس مازال يعتمد عليه في اليابان لإنجاز الأعمال حتى يومنا هذا.

• اليابان لديها معدل جريمة منخفض

من أهم الأشياء التي نسمعها كثيراً عن اليابان هو مدى أمانها، فمعدلات الجريمة في اليابان منخفضة للغاية. في الواقع، تراجعت الجريمة في عام 2020 للعام السابع عشر على التوالي في اليابان، وهو ما يبدو مذهلاً. ولكن هناك بعض الحقائق المؤسفة التي غالباً ما يتم تجاهلها عندما يتعلق الأمر بفهم الجريمة في اليابان.

جرائم العنف، مثل القتل، منخفضة بالتأكيد في اليابان. لكن هناك بعض الإحصائيات التي تنذر بالخطر. على وجه الخصوص، احصائيات الاعتداء الجنسي. إنه أمر معروف أن النساء في قطارات الأنفاق في الأنفاق يتعرضون للتحرش الجنسي من قبل الغرباء. وفقاً لتقدير الحكومة، لم يتم إبلاغ الشرطة بما يقرب من 95% من حوادث العنف الجنسي. هذا الرقم مرتفع بشكل صادم وينذر بمشكلة خطيرة ومتجاهلة وهي منتشرة بين اليابانيين.

يعتبر الاعتداء الجنسي، والاغتصاب على وجه الخصوص، من المواضيع المحرجة في اليابان. والأسوأ من ذلك، أن المسؤولين يجعلون الضحايا يشعرون بأنهم مسؤولون. في بعض الحالات، يجبرون الضحايا الذين يبلغون عن الجرائم على إعادة تمثيل الجرائم بدمى بالحجم الطبيعي أمام المحققين.

حتى تعريف الاغتصاب كان يمثل مشكلة في اليابان. حتى عام 2017، كان التعريف القانوني للاغتصاب في اليابان يشمل فقط الإدخال المهبلي، وأي شيء آخر سيعتبر مخالف مع التعريف. حتى بعد تغيير التعريف، يجب أن يكون الاعتداء مصحوباً بالعنف أو التخويف. لذا فإن أي شخص يتم تخديره أو لم يقاوم لن يعتبر أنه تعرض للاغتصاب القانوني. وبسبب ذلك، فإن إحصاءات الجريمة في اليابان ليست دائماً كما تبدو.

• المعيشة في اليابان ليست باهظة الثمن

غالباً ما يكون السفر في اليابان أكثر تكلفة مما يجب أن يكون. من الواضح أن المطاعم الفاخرة سيكون لها أسعار أعلى من غيرها. غالباً ما تكون المدن الرئيسية في اليابان مثل طوكيو وأوساكا مناطق سياحية أغلى من المدن الصغيرة. لكن ما يزيد الغلاء في مجال السياحة أيضاً أنه هناك مواقع مثل Booking.com تتقاضى ما يصل إلى 37% من رسوم الغرف الفندقية أكثر من مواقع الحجز اليابانية التي تفرض رسوم أقل على نفس الغرف بالضبط. لذلك فإن بعض نفقات البلاد يتم تضخيمها بشكل مصطنع لاستغلال السياح.

• الأنمي ليس أشهر شكل من أشكال الترفيه في اليابان

تبلغ صناعة الأنمي في اليابان 20 مليار دولار ولا يمكن إنكار شعبيتها. العرب عرفوا ثقافة الأنمي مؤخراً فقط، وأصبح عشاق الأنمي يشهرون أنفسهم على منصات التواصل في جميع أنحاء العالم. مع انفتاح الجماهير العربية أكثر على الأنمي، فإن فكرة أنه يجب أن تكون بنفس الشعبية إن لم تكن أكثر شعبية في اليابان تبدو منطقية للكثير من الأوتاكو حول العالم. إذا كان أصل الأنمي في اليابان ، فهو بالتأكيد محبوب هناك. لكن هذا ليس صحيحاً تماماً.

من المؤكد أن الأنمي يحظى بشعبية في اليابان، لكن المانجا هي وسيلة الترفيه الأكثر شيوعاً. تعتبر المانجا عمومًا النسخة الأكثر شعبية من مسلسلات وأفلام الأنمي في اليابان، وهي القصص الأساسية التي تم تحويلها فيما بعد إلى أنميات مشهورة ومحبوبة.

• اليابانيون مهدرون بشكل ملحوظ

إذا كنت قد شاهدت أي فيديو عن صخب وسط مدينة طوكيو، فإن أول شيء قد تلاحظه هو العدد الهائل من الأشخاص هناك. المدينة مكتظة حقاً، يعيش هناك ما يقرب من 14 مليون شخص. هذا يؤدي إلى شيء ربما لم تفكر فيه، مع هذا العدد الكبير من الناس، تبدو مدينة طوكيو نظيفة بشكل لا يصدق، والمثير للدهشة أن هذا يعود إلى هجمات غاز السارين في عام 1995. فقد أزالوا حاويات القمامة خوفاً من احتمال هجمات الغاز القاتل في حوادث مستقبلية. تكيف الناس مع ذلك بحمل نفاياتهم معهم وإحضارها إلى العمل أو المنزل للتخلص منها. والنتيجة مدينة واحدة نظيفة لا توجد بها صناديق قمامة. وهذا يعطي الوهم بأن اليابان ليست مسرفة بشكل خاص. لكنه بالتأكيد مجرد وهم.

عندما يتعلق الأمر بالطعام على وجه الخصوص، فإن اليابان تهدر كميات هائلة منه سنوياً. تتخلص اليابان من 620 ألف طن من الطعام كل عام ويرجع ذلك جزئياً إلى المعتقدات الغريبة حول سلامة الأغذية ونظافتها في البلاد.

في اليابان ما بعد الحرب، كان هناك نقص واضح في التنظيم والنظافة فيما يتعلق بالطعام، مما أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة. تم وضع معايير صارمة منذ ذلك الحين ولكن لم يتم تخفيفها أبداً، حتى بعد إعادة بناء البلاد. أدى هذا إلى موقف صارم للغاية تجاه كيفية ظهور الطعام واستهلاكه. يتخلص اليابانيون من بعض الطعام بعد عرضه على الرفوف ليوم واحد فقط. الأطعمة المعلبة التي يمكن أن تبقى على الرفوف لمدة عام في أي بلد آخر تتم إزالتها في غضون ستة أشهر في اليابان.

• الجامعات اليابانية فاشلة

يتم التعامل مع الكليات والجامعات في اليابان وكأنها مزحة. ليس فقط من قبل الطلاب، ولكن من قبل الجميع. من المفهوم أنه بمجرد وصولك إلى الكلية، لم يعد لديك الكثير لتفعله. حتى في الكلية التي تبلغ مدتها أربع سنوات، فإن التوقع أن الطالب سوف يتراخى وبالكاد يدرس أي شيء أمر معروف. ليس عليك فعل أي شيء بمجرد أن تصبح في الكلية. في الواقع، يبدو أن الفشل صعب جداً في الكلية بمجرد قبولك. توصف التجربة حرفياً بأنها إجازة في العديد من الجامعات المعروفة في اليابان.

يميل أصحاب العمل اليابانيون إلى النظر إلى مدرسة الطالب فقط، وليس درجاتهم. إنهم لا يهتمون حقاً بما فعلت هناك. أيضاً، لا تجعلك معظم الكليات تجري الكثير من الاختبارات أو تكتب أوراقاً على أي حال، لذا فإن الجزء الأصعب من العديد من الدروس الجامعية هو الحضور ببساطة.

• ليس من المحتمل أن تعثر على آلات بيع الملابس الداخلية في اليابان

نعم، هذا موضوع شائك، لكنه موضوع مرتبط باليابان، على الأقل على الإنترنت لسنوات سابقة حتى الآن. كانت فكرة أنه يمكنك الذهاب إلى اليابان والعثور على آلة بيع تبيع الملابس الداخلية واحدة من تلك النكات البسيطة منذ أن بدأت صور الآلات في الانتشار عبر الإنترنت.

تتميز الثقافة اليابانية بالكثير من المراوغات، مثل أي ثقافة. بالإضافة إلى انتشار الأنمي والمانجا، تنتج اليابان أيضاً "الهنتاي"، وهي النسخة الخاصة بالبالغين من الأنمي والمانجا. وهو ما يعني أنها إباحية. على ما يبدو جاءت آلة بيع الملابس الداخلية المستعملة من هذا الهنتاي والذي غالباً ما يتميز بشخصيات أنثوية مثيرة. توجد مناطق حمراء في اليابان تبيع عدداً من المنتجات والخدمات الموجهة للبالغين وذهب الناس إلى اليابان لمحاولة العثور على هذه الآلات. يوجد في الواقع بعض المتاجر التي تحتوي على موضوعات للبالغين. ستبيع هذه الآلات الملابس الداخلية، لكنها ليست للاستعمال فعلاً! لقد صُنعوا ليبدو كما لو كانوا كذلك.

• من الصعب العثور على شبكة WiFi في اليابان

إذا طُلب منك تخيل طوكيو في رأسك، فربما تتخيل تقاطع شيبويا الشهير. مثل برج خليفة في دبي، هذا الموقع يظهر تقريباً في كل فلم كبير تم تصويره في المدينة. يتميز بوجود لافتات ولوحات إعلانية كبيرة ومضيئة بالنيون وتقاطع في الشوارع حيث يعبر مئات الأشخاص حرفياً من هناك، إنه مشهد رائع. هذا يعيد إلى الأذهان الوجهة التكنولوجية الذي نتخيلها عندما نفكر في طوكيو.

نظراً لأن مثل هذه المواقع تمثل سمات مميزة للمدينة، فمن المدهش معرفة أن المدينة ليست متقدمة فعلاً من الناحية التكنولوجية كما قد تعتقد. إذا كنت تبحث عن مكان للاتصال ببعض شبكات WiFi المجانية، فقد تبحث لفترة من الوقت.

على عكس السعودية على سبيل المثال حيث توفر معظم الفنادق والمقاهي وحتى المطاعم خدمة WiFi مجانية للزبائن، فإن اليابان ليست كذلك. يمكن العثور على خدمة الواي فاي المجانية في بعض الفنادق ولكن في الردهة فقط، إن وجدت.

معظم سبب عدم وجود شبكة WiFi هو أن كل خطة هاتف محمول تقريباً في اليابان تأتي مع بيانات للاتصال في الانترنت. إذا كان لدى الجميع إمكانية الوصول إلى الإنترنت بالفعل، فلن يحتاجوا إلى إعداد نقاط اتصال WiFi. حتى أولئك الذين يستخدمون أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بهم في العمل يجلبون معهم شبكة هواتفهم المحمولة ببطاقات للوصول إلى شبكتهم الخاصة.

• اليابانيون لا يأكلون السوشي طوال الوقت

هل يوجد أي طعام آخر مرادف لليابان أكثر من السوشي؟ إنه الشيء الوحيد الذي يعرف الجميع أن اليابانيون يأكلونه في اليابان وهو مشهور للغاية في العالم العربي. إذاً يجب أن تكون صناعة السوشي ضخمة جداً في اليابان أليس كذلك؟

السوشي هو بالتأكيد طعام مفضل لدى اليابانيين، لكنه ليس موجوداً في كل مكان كما هو الحال في معظم الدول العربية. بالنسبة للكثيرين في اليابان، لطالما كان السوشي طعاماً للمناسبات الخاصة. إنه ليس غداء يوم الثلاثاء، إنه شيء لحفل عشاء مع الأصدقاء أو أعياد الميلاد. نعرف السوشي في الشرق الأوسط لأنه أصبح شائعاً مؤخراً مثل الرامين. لكن اختصار المطبخ الياباني على السوشي يشبه اختصار المطبخ العربي على المنسف. قد يكون رمزاً في عيون العالم، لكنه ليس ما يأكله اليانيون كل يوم، أو حتى كل أسبوع. المطبخ الياباني متنوع بشكل ملحوظ.

وجدت دراسة استقصائية أجريت في اليابان أن معظم اليابانيون يتناولون السوشي مرة كل ثلاثة أشهر أو نحو ذلك. ربع الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع فقط أكلوا السوشي أكثر من مرة في الشهر.

• لحم الحوت ليس رائجاً في اليابان

في أي بلد حول العالم، تزعج فكرة صيد الحيتان معظم الناس. من هنا جاءت حملة حماية الحيتان بأكملها في السبعينيات. دأبت دول مثل روسيا والنرويج واليابان على اصطياد الحيتان تقليدياً وبُذلت جهود لإنهاء عمليات الصيد هذه ومنع المزيد من وفيات الحيتان.

على الرغم من الاحتجاج العام، يستمر صيد الحيتان في اليابان حتى يومنا هذا. ومن المفارقات أن الولايات المتحدة كانت مسؤولة جزئياً عن الصيد التجاري للحيتان. بعد الحرب العالمية الثانية، كان نصف البروتين المستهلك في اليابان من الحيتان، حيث حث المسؤول الأمريكي الدولة على اصطيادها أثناء تحسين ثروة الحيتان. ولكن هذا كان في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي.

في اليابان الحديثة، يأكل المواطن العادي حوالي 40 جراماً من لحم الحوت سنوياً. هذا أقل بقليل من كمية اللحم البقري في المستخدم في ساندوتش همبرغر. لذلك، في حين أن صناعة صيد الحيتان موجودة، فهي ليست تلك التي تلبي متطلبات الطهي للناس. في الواقع، يبدو أن لحم الحيتان موجود على الرغم من ذلك. نظراً لأن الثقافة اليابانية مرتبطة تاريخياً بصيد الحيتان، فإنهم يواصلون القيام بذلك لأنهم مستاؤون من التأثير الخارجي الذي يحاول وضع قواعد ضده.

كيفية الحصول على أخبار صحيحة عن اليابان

إذا كنت مهتماً باليابان وتريد الحصول على أخبار صحيحة عنها ننصحك بمتابعتنا على وسائل التواصل الاجتماعي على فيسبوك وتويتر وانستاغرام. مع أن ZenMarket لا تقوم عادة بنشر الكثير من الأخبار عن اليابان بشكل عام فنحن نقوم بالترويج للمنتجات اليابانية أكثر، ولكن عندما نقوم بنشر الأخبار اليابانية عادة ما نتأكد من الخبر مسبقاً قبل نشره. ننصح أيضاً بمتابعة بعض الصفحات الإخبارية والمجلات اليابانية باللغة العربية على منصات التواصل، مثل حسابات وموقع https://nippontimes.net الموثوق والمعروف.

لتصفح أشهر المنتجات اليابانية من مئات المتاجر والمزادات اليابانية أونلاين يرجى التوجه إلى القسم التالي على موقعنا.