تطور أزياء الشارع اليابانية: كيف تساهم العلامات التجارية الفاخرة اليابانية في تشكيل اتجاهات الموضة العالمية

تشهد العلامات التجارية الفاخرة اليابانية نهضة ملحوظة - خاصة في مجال أزياء الشوارع.

على الرغم من حداثتها النسبية، تطورت أزياء الشوارع في اليابان لتصبح مزيجًا من الثقافة وتعبيرًا عن الفردية. الجمع بين الجماليات التقليدية والتصاميم الحديثة أثبت جاذبيته للسوق العالمي.

حتى الآن، بلغت عائدات الموضة الفاخرة في اليابان ما يقرب من 9.59 مليار دولار.

في هذه المقالة، سنُلقي نظرة على تطوّر أزياء الشوارع اليابانية وتأثيرها على عالم الموضة العالمي.

البدايات

بدأ الكيمونو واليوكاتا كملابس أساسية في اليابان وأصبحا تدريجيًا وسيلة لإظهار الثروة والنفوذ والمكانة الاجتماعية. مع إدخال طرق مبتكرة لتلوين وتزيين الملابس التقليدية، استطاع الناس الاستمتاع بأساليب تتناسب مع أذواقهم.

أزياء عصر التايشو تتبنى التأثيرات الغربية

مع دخول التأثيرات الغربية إلى اليابان، قام السكان المحليون بابتكار طرق لدمج طريقتهم التقليدية في اللباس مع الموضة الغربية. خلال عصر ميجي وتايشو، ظهرت تصاميم تجمع بين القمصان ذات الأزرار التقليدية وحقائب اليد الغربية.

تطوُّر أزياء الشوارع

في التسعينيات، ظهرت حركة أوراهارا، والتي تعني تقريبًا "هاراجوكو المخفية". نشأت هذه الثقافة في حي معروف بمشهد الموضة الموجّه للشباب.

في ذلك الوقت، كانت الشوارع مليئة بالمتاجر التي تعرض تصاميمها المميزة. تأثرت الرؤية بشكل رئيسي بالموضة الأمريكية والبريطانية، مع التركيز على عناصر مثل القمصان المزخرفة والجينز.

متجر في هاراجوكو يعرض أسلوب أوراهارا

ألهَم التنوُّع الكبير في الملابس والإكسسوارات الشباب المحليين لإضافة لمساتهم الخاصة. سرعان ما ظهرت علامات تجارية مثل آ ستور روبوت A Store Robot وفينتج كينج Vintage King ونيجو NIGO، مما أسهم في تشكيل أزياء الشوارع اليابانية بقوة.

في هذه المرحلة، أصبحت أزياء الشوارع وسيلة للتفاخر بالتميّز والفردية، مما مهّد الطريق لظهور ثقافات فرعية فريدة ذات طابع خاص.

اقرأ أيضًا: أين يمكن شراء ملابس الشارع اليابانية

الثقافات الفرعية الشهيرة

وسط بحرٍ من التعبير عن الذات، برزت ستايلات مختلفة بوضوح. هذه الستايلات معروفة حتى على المستوى العالمي وأثّرت بشكل كبير على صورة أزياء الشوارع اليابانية.

غيارو هي واحدة من أشهر الثقافات الفرعية في مشهد أزياء الشوارع. تركّز على الأنوثة والبريق، وغالبًا ما تتميّز بأساليب لافتة للنظر تعبّر عن التمرّد ضد القيَم التقليدية.

أزياء غيارو

لوليتا تعتمد على تأثيرات الروكوكو و الفيكتورية لإنشاء صورة من البراءة. الجانب الخيالي جعلها خيارًا شائعًا لدى الشابات، وغالبًا ما يتم تسليط الضوء عليها في الأنمي.

لوليتا تعتمد على تأثيرات نمط الروكوكو Rococo والفيكتوري Victorian لإنشاء صورة من البراءة. الجانب الخيالي جعلها خيارًا شائعًا لدى الشابات، وغالبًا ما يتم تسليط الضوء عليها في الأنمي.

أزياء لوليتا

ديكورا تركّز على الإكسسوارات المفرطة والتنسيق المتعدد الطبقات. مع ملابس ذات ألوان زاهية ومتضاربة، تعكس هذه الثقافة الفرعية طابعًا فريدًا ومميزًا وممتعًا.

أزياء ديكورا

فيجوال كاي يستمد تأثيره الأكبر من موسيقى الروك. يجمع بين البهرجة والدراما وتسريحات الشعر المبالغ فيها ليخلق جاذبية مسرحية ملفتة للنظر. يحظى فيجوال كاي بشعبية كبيرة بين الرجال من مختلف الأعمار بسبب مرجعياته لموسيقى الروك.

أزياء فيجوال كاي

المصممون والعلامات الذين صنعوا الفرق

ولِدت أزياء الشوارع اليابانية من رؤية الآلاف من الشباب الياباني. ومع ذلك، يمكن القول إن نجاح هذا المشهد يعود إلى عدد من المصممين والعلامات التجارية الذين ساهموا في نشره على المستوى المحلي والدولي.

أزياء " بيثينج آيب Bathing Ape"

يعتبر آ ستور روبوت A Store Robot وفينتج كينج Vintage King من الرواد الأوائل في أزياء الشوارع اليابانية، حيث كانا من أوائل المتاجر التي احتلت شوارع هاراجوكو في التسعينيات.

كان هناك رائد آخر مكوّن من مصممين كانا يُعتبران مجهولين في ذلك الوقت - جون "جونيو" تاكاهاشي و تومواكي ناغاو. يُعرفان بشكل شائع باسم نيجو NIGO، ومن خلال متجرهما “نو وير Nowhere”، أطلقا في النهاية العلامة الشهيرة “ بيثينج آيب A Bathing Ape.”

أزياء الشوارع اليابانية في السوق العالمية

شهدت أزياء الشوارع اليابانية انفجارًا في شعبيتها في أوائل القرن العشرين. خلال هذه الفترة، حظي المصممون الآسيويون بالاعتراف الذي ساعد في دعم الموضة خارج الغرب.

BAPE، أو A Bathing Ape، كما ذكر سابقًا، لا تزال واحدة من أعمدة هذا الاتجاه. تُعرف بأصالتها الحضرية وابتكارها وندرتها.

أما كوم دي غارسون Comme des Garçons للمصممة ري كواكوبو، فهي معروفة في عالم الهيب هوب كعلامة تتميز برؤية فنية وجرأة في التجريب.

أما المصمم يوجي ياماموتو، الذي يعمل الآن في باريس، فقد أصبح رمزًا في عالم الموضة الفاخرة. تظهر أعماله باستمرار في عروض الأزياء المرموقة وتجمع بين البساطة والأناقة.

إيسي مياكي اشتهر باستخدامه للعناصر المستقبلية في أزياء الشوارع. يتميز عمله المدفوع بالتكنولوجيا بدفع حدود الابتكار.

عارض يرتدي من تصاميم يوجي ياماموتو في عرض أزياء

اقرأ أيضًا: جاكيتات سوكاجان التذكارية من اليابان

الوصول إلى الأسواق العالمية

وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورًا كبيرًا في زيادة شعبيتها. بفضل منصات مثل فيسبوك وإنستغرام وتيك توك، يمكن لمزيد من المشترين المحتملين اكتشاف المنتجات التي ربما لم يسمعوا عنها بدون الإنترنت.

كما ساهم المشاهير في صعود أزياء الشوارع اليابانية. ففي عام 2017، ارتدت ريهانا قطعة من Comme des Garçons خلال حفل الميت غالا، وظهرت ميريل ستريب بقطعة من تصميم إيسي مياكي خلال عرض فيلمها Into the Woods.

ريهانا ترتدي من تصميم ري كواكوبو في الميت غالا 2017

ومن بين المشاهير الذين يستخدمون أزياء الشوارع اليابانية بانتظام: كيم كارداشيان، بيلي إيليش، زيندايا، وويلو سميث.

تأثيرات تصاميم أزياء الشارع اليابانية

ساهم المصممون في تشكيل اهتمام مستمر بأزياء الشارع اليابانية. لقد نجحوا في إنشاء ميزات جعلت الأسلوب فريدًا وتم استلهامها من قبل مصممين عالميين آخرين.

تتميز أزياء الشوارع اليابانية بالتناغم بين التقاليد والحداثة. التصاميم الجريئة، الطبقات المتعددة، والجمع بين الأنماط المختلفة يجذب الرغبة البشرية في التميز.

أسبوع الموضة في باريس لربيع 2024 يعرض أعمال يوهيجي ياماموتو

أعمال إيسي مياكي في أسبوع الموضة في باريس لخريف 2024

استوحى العديد من المصممين حول العالم الإلهام من العناصر التي تتسم بالسيولة الجندرية، مما يسمح للأزياء بأن يرتديها أي شخص تقريباً. وقد تكيّفت هذه التصاميم بشكل كبير مع المعايير الاجتماعية الحالية بشأن المساواة بين الجنسين والتعبير عن الذات.

كما أن التركيز على الاستدامة يعد أحد أبرز تأثيرات الموضة اليابانية، حيث يعتمد العديد من المصممين على إعادة التدوير، تقنيات الحرف التقليدية، والحد من الهدر.

تسوق الملابس من اليابان

الخاتمة

لقد أثبتت قوة الأزياء اليابانية الناشئة في مجال الملابس العصرية وجودها في السوق العالمية. من تقنيات التصميم إلى ممارسات الاستدامة وصولاً إلى رؤى جديدة حول التعبير عن الذات، رسخت هذه الصيحة بشكل كبير أهميتها وتأثيرها في عالم الموضة الفاخرة.